💐 ...أو الكوميديا العربية .. !!! 💐
- المشهد الثاني :
🌹🌹🌹عربي أنا .. و من نفسي .. أخاف .. !!!
بسمتنا ضحكات .. و ضحكاتنا قهقهات ..
يملأ صداها جميع المساحات ..
لكنها مبصومة لدينا منذ الأزل .. إذا ..
إذا .. نحن .. أفرطنا فيها ..
مجبولة .. لسوء الحظ ..
فُقنا .. تكهنات الدجالين ..
أسياد الطالع .. و المنجمين ..
امتدت من جيل إلى جيل ..
كلما سمعنا أحدهم يضحك .. التفتنا ..
التفتنا .. إلى بعضنا البعض ..
منكسين أكتافنا مبتعدين ..
و شفاهنا لا تتوقف عن الدعاء ..
و آلة التساؤل و البحث .. لا تتوقف ..
متى ستقع الكارثة .. و من عنها المسؤول ..
صرنا نتسابق على الصحف ..
كل شعوب العالم تتصفحها صفحة صفحة ..
إلا نحن نتصفح فيها فقط عنواين أخبارها .. نفتش عن عنوان بالبنض العريض ..
هل أعلنوا .. الوفاة .. وفاتنا ..
أم مايزال الوقت مبكرا .. بعيدا ..
أم حان .. الحين .. !!!
عربي أنا .. و من نفسي .. أخاف .. !!!
بيوتنا من إسمنت .. لكنها تنهار ..
تنهار .. عند سماع خبر زلزال ..
زلزال .. بدولة ما .. على التلفاز ..
من هشاشتها .. تتمايل مع الرياح ..
على الرصيف .. كأوراق الخريف ..
و نطمح جميعا .. أننا .. سنصبح ..
سنصبح .. يوما كوكبا .. في مصاف الكواكب ..
الكواكب الرائدة ..
ككوكب اليابان ..
و شبابنا الذي .. سنعول عليه يوما ..
لم يعد أحد فينا يفرق بينهم ..
أهم شابات .. شباب .. أم أشباه شباب ..
صالونات الحلاقة و التجميل .. صارت ..
صارت تحمل يافطة .. شاملة .. موحدة ..
خاص للرجال و النساء فقط ..
و نظل .. نلعن .. نلعن ..
في كل .. مكان .. نلعن الزمان ..
عربي أنا .. و من نفسي .. أخاف .. !!!
طفلنا يخرج للشارع مرتديا ثيابا ..
يفوق سعرها مرتب أبيه .. و أضف إليه ..
آخر لأمه .. و ندعي كوننا .. أمة ..
أمة .. تحرم فعل المغالات و التبدير ..
نحفظها عن ظهر قلب ..
كوننا قوم .. لا نأكل حتى نجوع ..
و إذا أكلنا لا نشبع ..
و أَتْقَانا يأكل لحم أخيه بنهم ..
و دون أن يأخذ .. حتى فسحة نَفَس ..
في كل المجالس ..
المقاهي .. الحانات .. المساجد ..
و حتى في الكنائس ..
عربي أنا .. و من نفسي .. أخاف .. !!!
نحارب أنفسنا فقط من أجل الحرب ..
نحن عشاق الخراب ..
نفر من السلم و السلام .. كأنهما عدوى ..
نحن نتفنن في تعذيب أنفسنا ..
نحن شعوب تعشق آفة الإكتئاب ..
عربي أنا .. و من نفسي .. أخاف .. !!!
نُذَكِّر حد الملل .. أجيالا فأجيالا من الطلاب ..
كوننا عبَّدنا لهم الطريق .. ليسيروا فيها ..
و مستقبلهم قاب قوسين من رمش العين ..
لكن بشهادات لا تساوي فلسين ..
فالمناصب تشترى .. أو تمنح لأبناء الأعيان ..
و فوقها تقبيل اليدين ..
لا نحن علمناهم طريق الخلاص .. علمناهم ..
و لا نحن خلصناهم ..
أَمْسَيْنَاهُم يُباعوا على أرصفة دول الشمال ..
لا كأدمغة بخسة ..
بل كقوة داعمة مثل العبيد ..
إننا شعوب .. شعوب فن التعبيد ..
أصول آفتنا هاته ..
تمتد من دون تاريخ ..
تمتد .. من بعيد .. البعيد .. !!!🌹🌹🌹
مصطفى سليمان / المغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق