الأحد، 22 مارس 2020

بقلم الكاتب الكبير مصطفى سليمان ((أو الكوميديا العربية))المشهد الرابع

💐 ...أو الكوميديا العربية .. !!! 💐

- المشهد الرابع :

🌹🌹🌹عربي أنا .. و من نفسي .. أخاف .. !!!

هي الناشئة .. أجيال فأجيال ..
تولد و تنشأ في أي بلد ..
و لا مشكلة ..
تأخذ حقها من كل شيء ..
من المهد إلى اللحد ..
و تُحفَظ ..
كأنها أحجار كريمة .. على أشكالها ..
من الياقوت إلى الزمرد ..
إلا في بلاد العرب ..
حيث الضياع المُتعمَّد و المُعتَمد ..
إلا من رحمه الله .. الواحد الأحد ..
و ما تبقى .. لا تربية و لا تعليم ..
التجاهل .. القمع و التعتيم ..
ثم الإضطهاد ..
و النتيجة مشاريع لمعامل رائدة ..
رائدة .. في فن التفريخ ..
تفريخ بؤر الأضداد ..
حتى أصبحنا مضرب الأمثال ..
صرنا .. في هذا الميدان .. نحن الأسياد ..
إذا راهنا حتما ..
ربحنا الرهان بل النزال ..
بكل سهولة .. بدون أدنى .. إجهاد ..

عربي أنا .. و من نفسي .. أخاف .. !!!

فبهكذا نهج ..
و بوقاحة المشي بالتضاد ..
خلقنا جدرانا عنصرية ..
طويلة تكفي من الجهد ..
لتعليم قارة بأكملها ..
عزلنا بها أجيالا فأجيالا ..
نبذناهم ..
كأنهم مصابون بالجذام ..
حجرنا عليهم .. عقَّدناهم ..
و طمسنا فيهم حب الأوطان ..
و نُصَاب بالسعار ..
إذا هم عدوانيين أصبحوا ..
و أعلنوا علينا العصيان ..
و الحل طبعا .. بسيط ..
بسيط ببلاد العرب ..
سيدة الأوطان ..
نسوقهم كما تساق الأغنام ..
نسوقهم إلى السجون .. نسميها مجازا .. إصلاحيات ..
و نتناسى أن الإصلاح .. يتم العمل عليه .. السنين تلوى السنين ..
و السنون تلوى السنون ..
و يكون قبلُ .. قبل أن نفكر ..
في تشكيل الأسر و إنتاج البنين و البنون ..
فبئس لعقليتنا .. لعقلنا ..
إن لم نستنزف .. و لو ذرة تفكير ..
من أجل المستقبل ..
ليوم الميعاد ..

عربي أنا .. و من نفسي .. أخاف .. !!!

نحن أمة .. عقلاؤنا .. مهابيل ..
نهتف بملئ الأفواه ..
نهتف ..
ارتحنا و ارتاحوا ..
و نحن متأكدين ..
أنه لم يسجل التاريخ قط ..
لا السجان .. لا المسجون ..
أنهم ارتاحوا .. 
يا لتفاهتنا .. يا لصغر عقولنا .. 
و هزالة بعد النظر لدينا .. 
لا الراحة سنعرفها نحن و إياهم ..
و لا .. إستراحة .. 
فالخوف .. 
و كل الخوف .. منهم .. هم .. 
جيل بأكمله .. 
سيعايشنا لما تبقى من عمرنا .. 
سيتعبنا إن لم يدمرنا .. 
جيل لم يرى من السلام إلا الشعارات .. 
شعارات تعبث بها رياح .. 
رياح المتحكمين فيها .. 
حروب مدمرة .. 
مدمرة لكل معالم ما تبقى من حضارات ..
و ليس لها أي مبرر .. 
و ليس لها أي ذريعة .. 
جابت كوكبنا العربي .. من شماله إلى جنوبه .. 
و من شرقه إلى غربه .. 
هذا الجيل الذي عاين كل هكذا قسوة .. 
لن يكون إلا قاسيا في طبعه .. 
قاسيا حتى على نفسه .. 
الكارثة .. حتى الخجل لن يجدينا نفعا .. 
إن الخجل ليخجل من ترهاتنا .. 
و العصي في ذلك كله .. 
كون لا أحد منا .. 
يمكن أن يلوم هذا الجيل .. 
و لا حتى مجرد التفكير في لجمه ..  
ممتنع عن الترويض .. 
سيكون كحصان متوحش .. 
عربي .. أصيل .. 

عربي أنا .. و من نفسي .. أخاف .. !!!

نحن و بكل بساطة قتلة .. 
قتلة القلوب .. 
قتلناها فيه و نرتجي منه الرحمة .. 
نحن قتلة .. قتلة العقول .. 
قتلناها فيه و نرتجي منه الحكمة .. 
نحن من .. لم يرحم حتى نفسه .. 
قتلنا .. ذلك ال ( نحن ) .. 
قتلنا فينا الضمير .. 
و لا أحد غيرنا .. 
و لا نكتفي .. 
بل نبحث دائما عن ألف تبرير و تبرير .. 
نبحث في الآخر عنه .. 
نحن نموذج لفاقد الشيء .. 
و ننتظر أن نعطيه .. 
ذهب منا كل شيء .. و صرنا كورثة الفقيد .. نحلم بمشوار .. 
مشوار سعيد .. 
صرنا نجادل أنفسنا في الحقائق .. 
مؤكدين جهلنا و جهالتنا .. 
للتقي .. و كذا السفيه .. 
و تعمدنا الإبحار بدون بوصلة .. 
يكفي كل بلاد العالم .. تناقش الرؤى .. 
على درب الحكمة .. 
إلا ببلاد العرب .. 
فأول نقاش .. 
هو بداية النقمة .. 
أول نقاش بداية نهاية لكل أمل .. 
في تذوق لذة نعمة .. 
نعمة .. تدعى .. 
مبلغ الحكمة .. !!!🌹🌹🌹 

- مصطفى سليمان / المغرب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بقلم الشاعرة المغربية _عزيزة صبان_/رقصة جزر ومد\

  رقـــــــــــصة ... جــــــــــــزر و مـــــــــــد... أخشى جلوسا إليك... يا دواخلي...! فعادتك...نقض..ذات العهد... فكم أخللتِ ...بنودَ ......