الأربعاء، 8 يوليو 2020

بقلم الشاعر المبدع كمال مسرت / أنا لست أحدا وهذا يكفي /

همسات مراكشية 

=========

بقلم:

===

كمال مسرت 

======


أنا لستُ أحداً .. و هذا يكفي ..


================


أيها الراقدون فجراً .. خلفَ دمعتي ..


أنا لستُ أحداً .. و هذا يكفي ..


و ما أنا بحديثِ الغائباتِ عن الروايةِ .. حينَ ..


تتلاقفُهُ أناملُ الصدى و صمتُ المسرحِ .. الخاوِي ..


فيضيعُ مني حوارُ نهايةِ البدايةِ ..


أنا أنا .. و أنتمْ نِمْتُمْ ..


أنا أنا .. و أنتم نسيتُمْ ..


التاريخَ الأعرجَ معلقاً .. باكياً ..


على أبوابِ السفارةِ مع الخريطةِ ..


و هذا يكفي ..


أنا لم تلدني الحجارةُ الولودُ .. إلا صدفةً أو سهواً ..


وما قبلتْني تلك الرصاصةُ البلهاءُ .. إلا مخافةً أو لهواً ..


قبل صلاتي في الأقصى .. 


أو تشهدي في حضنِ أمي ..


أيها المنفيونَ في صمتي عودوا ..


فَقَلْبي كانَ المنفى .. و كان المعتقلَ ..


و لا تتبادلوا أشعاري الجداريةَ .. عبرَ خيطِ عشقٍ واهٍ ..


عودوا زحفاً .. ثقالاً و خفافاً ..


و قابلوني على ضفافِ النيلِ .. فما عُكِّرَتْ بِغَيْرَتي زُرْقتُهُ ..


اِسْألوا يوسفَ في الجبِّ ..


قد كان جنبي مُتعبِّداً ..


و ما خنْتُ دمي يا أمي ضعفاً .. كنت بعيداً ..


فإنْ لمْ تجدوني فأنا في الرصافةِ ..


أبكي السلامَ .. و لا أسْتسلمُ للطاغوتِ ..


أنا هنا و هناك بلا موعدٍ .. لتعودوا ..


فحينَ تشابكتْ ألوانُ السؤالِ حولي .. ابحثوا ..


عني أنا في الانسانِ .. و في كلِّ مكانٍ ..


أمَّا أنا فتائهٌ في ذكرياتي مع القدسِ ..


و أعلمُ من الغيبِ ما لا تعلمون .. أنتم و لا أنا ..


و ما كنا يوما نعلمه إلا رَجْماً مترجماً .. 


عينٌ غريبةٌ عن البكاءِ .. و عن السياسةِ ..


تُرْهِقُ الدمعَ لتغسلَ الرغيفَ من دمي ..


في ظلِّ المنارةِ المباركةِ ..


فلا تقولوا هجراً .. 


لا تشقوا صدراً ..


و عليَّ فلتبكي الخضراءُ جهراً ..


و تقولُ أمي التي لمْ تلدني يوماً ..


صبراً أيها الياسمينُ صبراً ..


سنبتسمُ للفيحاءِ فجراً ..


و نلتمسُ منَ السماءِ لكم عذراً ..


قلتُ في حياءٍ و صمتٍ ..


أَيَنفصِلُ عنِّي الكونُ بزيتونةٍ .. ؟


و قد زرعتُ في كلِّ جرحٍ أصابَهُ فَرْحَةٌ ..


فما كنتُ أنا هنا .. و فيكِ يا تونسُ .. يا صبيَّةُ ..


مهدي ..


العشقُ وجهِيَ الثاني .. حينَ أغضبُ متنكراً .. للسلامِ ..


فأختفي في متاهةِ الأشواقِ .. و العتقِ منَ الأنا ..


بين أشلاءِ فنجانِ دمي .. و الحنينُ لطهرِ أمي ..


فقلتُ للحياةِ مهلاً .. رويدَكِ ..عودي ببطءٍ مُتَمايِلَةً ..


لأرى عيوبَكِ بقلبي قبلَ الرحيلِ ..


و ادخلي تونسَ بسلامٍ آمنةً .. 


فأنتِ مني أيتها الوردةُ الحمراءُ ..


الزئبقيةِ ..


في قلبي أنا أنتِ و أنا ..


و أنينٌ يتثاءبُ قربَ فؤادي .. أنا ..


يدغدغُ رواسي خلودي ليموتَ ..


في أنا .. و أنا وحيدٌ في نعشي ..


على أبوابِ طرابلسَ .. منسيٌّ أنا .. 


فاسألوا عني في صنعاءَ و حضرموتَ إِنْ قفلتُمْ عشيةً ..


أو ضحاها ..


في هذا الزِّحامِ إن أردتم أَنْ تجدوني فِي أنا ..


و أنتم أحرارٌ في رقصكمْ فوق اسمي الجديدِ ..


قد أولدُ مرتينِ إن وُلِدَتْ للبعثِ قصيدةً .. منْ بَثِّي ..


و قد أُنْسَى للأبدِ إنْ غفوتُمْ .. تارةً أخرى ..


كنبيذِ الغجريةِ ..


سلبتموني عرشي و الهويةَ ..


طمعاً في الجنةِ المفقودةِ ..


و أنا الجنةُ .. و أنا الجحيمُ إنْ أردتُ أنا ..


أعلمُ أني لستُ أحداً .. و إنْ قلتمْ :


أصمتْ أيها الكائنُ العربيُّ ..


فأنا لستُ أحداً ..


أنا انشطارُ المكانِ .. عن الحقيقةِ ..


أنا تموُّجُ الزمانِ .. 


و البحرُ كان امتدادا لفتوحاتي ..


في الخليجِ تغربُ الشمسُ ..


أخافُ الموجَ .. أخافُ الليلَ ..


و لا أستسلمُ لزبدِ السيلِ ..


فأنا أنا .. و أنا العروبةُ .. أنا..


و أنت أنت .. و أنت أخي .. أنتْ ..


أيها العربيُّ .. الأصيلُ ..


أخافُ أنْ أنساكَ و لا تَسْألُني ..


أخافُ أنْ لاَّ تراني .. فأسمعُ تصادمَ حروفِكَ ..


على صفحاتِ مذكراتٍ منسيَّةٍ ..


فلكَ العهدُ منِّي .. أنا ..


أنا عربيٌّ أنا ..


و أنا لست أحدا .. و هذا يكفي ..


بقلم : كمال مسرت 

المغرب الأقصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بقلم الشاعرة المغربية _عزيزة صبان_/رقصة جزر ومد\

  رقـــــــــــصة ... جــــــــــــزر و مـــــــــــد... أخشى جلوسا إليك... يا دواخلي...! فعادتك...نقض..ذات العهد... فكم أخللتِ ...بنودَ ......