الاثنين، 27 أبريل 2020

بقلم الأديب والناقد القدير باسم عبد الكريم العراقي فضلي (( بوهيمية حصان الطين ))

{ بوهيميةُ حصانِ الطِّين }


بينَ لآليءِ أصدافِ الشواطيءِ  المتوحِّشةِ الأشرعة ، حطَّ حصانُ دا فنشي* ، أطرقتُ ، إبتسمَ ، إبتسمتُ ،  أطرَقَ ، توسَّلتُهُ جَناحَيه ، قجثا على زِنبقةِ الريح ، وراحَ يسبَحُ في  تأمُّلاتي ، وحيداً مشيتُ أليه ، وحيداً إمتطى صَهوَةَ حَيرتي ، وسارَ بي  بينَ أمواجِ النَّسائمِ المَسروقةِ ، من أعشاشِ العُقبان ، وما إنثَنى  حينما إدْلَهَمَّ ، وجهُ موناليزا دهشةً ، فقد كانت تحوكَ قميص نومي ، بلا  املٍ بعودتي ، الى لوحتِها، تتلاطمُ ألوانُ العصورِ الحابِيَة ، على أردافِ  فُرشاتيَ العارية ، دونَ أن تُفصحَ عن معالمِ المروقِ ، الى غُصنِ وحشتيَ  المعتَّقةِ الرِّضاب ، يالها من غيماتٍ عذراوات ، تتساحقُ فوقَ جفوني ،  ينشدْنَ شهوةً بلا بُروق ، الزوارقُ الرَّثَّةُ الذكريات ، مازالت تحلمُ ،  أن ترسْمَ على جبيني ، أُغنياتِ الصيادينَ ، العائدينَ بشِباكِ الزَّبَد ،  قد يكونُ هناكَ وَعْدٌ أوَّل ، وقد يبورُ الصَّهيل ، في قيعانِ الأحضانِ  الحدباء ، فلابُدَّ من الإرتماء ، على عُشْبِ الفراغِ الممدودِ الأنفاس ،  لأغرفَ من معينِ الأُلفةِ ، النازعةِ حياءَ التَّلويحِ .. والنسيان .

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 * حصان دافينشي : هو تمثال لم ينته العمل به أبداً من قبل ليوناردو دافنشي حيث أتم صنع نموذج طيني منه. 

 ــــــــــــــــــــــــــــــ/ باسم عبد الكريم الفضلي ـ العراقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بقلم الشاعرة المغربية _عزيزة صبان_/رقصة جزر ومد\

  رقـــــــــــصة ... جــــــــــــزر و مـــــــــــد... أخشى جلوسا إليك... يا دواخلي...! فعادتك...نقض..ذات العهد... فكم أخللتِ ...بنودَ ......