الأربعاء، 11 مارس 2020

همسات عبر الأثير ((همسة ستة عشر)) للشاعر مصطفى سليمان

💐  همسات عبر الأثير  💐

- همسة ستة عشر  :

🌹🌹🌹إنه .. اللَّيْسَ منه بد .. سيدتي ..
فلتعلمي سيدتي .. أنه ..
و بعد طول غياب ..
فقدت الأمل .. في أن ألقاك .. 
صرت .. بل صار قريني .. فعل الإرتياب .. 
حياتي .. التي كانت بالأمس معك .. 
كانت مضرب الأمثال ..
أضحت اليوم .. ملحمة .. 
سَطَت عليها .. شراذيم الساديين .. الأنذال .. 
عاشقي .. فن التعذيب ..
لا يعيرون أدنى اهتمام .. لأحد مثلي ..
حياته من دونك .. عذاب ..

فلتعلمي سيدتي .. أنه .. و بعد طول غياب ..
أعيش على أعصابي .. مع حثالة .. تشبه .. 
أولائك المؤرخين عبر السنين .. 
المنقبين عن أغرب القصص ..
تجار الذمم ..
مُمَحْوِري الحكايات .. الملاحم .. 
و الأساطير .. 
ممحوري .. المشاعر .. و الأحاسيس ..
همُّهم .. صناعة الغرابة .. و غايتهم .. تكديس الفلس على فلس .. 
وسيلتهم .. التدليس .. 
حياتي .. صارت بدونك ..
و مع هؤلاء الأنذال .. 
صارت مسافة .. عريضة .. طويلة ..
سِيمَتُها .. سيمة عذاب ..

فلتعلمي سيدتي .. أنه .. و بعد طول غياب ..
لم أعد أطيق حياتي .. بعدك ..
لقد نخرتني .. الأمراض ..
فعل بي ما فعل .. 
كُلٌّ .. من مرض الأرق ..
و ملازمه .. مرض الإكتئاب ..
رافقت طوعا .. شاطئا .. كنا نرتاح إليه ..
و في أحضانه .. أنسجنا معا ..
خارطة دربنا .. لولا الفراق ..
كلٌّ كان مرسوما بالتدقيق ..
على الرمال ..
تبا للمد .. للجزر .. تبا  للمياه 
.. تبا للرياح ..
تبا لها جميعها .. تبا للتراب .. 
التي أمحت حياة ..
بالأمس كانت لنا ..
فصارت تعاندني .. تظهر و تختفي ..
كمطر الصيف الكاذب .. كالسحاب ..

فلتعلمي سيدتي .. أنه .. و بعد طول غياب ..
التقيت صدفة .. بحارا .. يعشق جمع المحار ..
تسائل عن تواجدي .. ليل نهار ..
و عندما عرف بقصتنا ..
عنفني .. و انصرف .. في طريقه .. يذمذم .. 
عاد إليّ صدى كلامه ..
نعلت الريح .. الذي هب في اتجاهي ..
فلولاه ما امتطاه الصدى ..
و عاد .. 
خلاصته .. تكمن .. كيف بمثلي .. يُضَيِّع ..
يضيع .. في زماننا هذا ..
لؤلؤة .. لا تقدر بثمن ..
كان صداه .. بالنسبة إلي .. كان ..
كان أهول عذاب ..
 لأقسى عتاب ..
أؤمن سيدتي .. بالقدر و المكتوب ..
و بخالق الكتاب ..
لكن عن انتظار عودتك ..
سيدتي ..
محال أن أتوب ..
و لن أيأس .. من انتظارك ..
لأن عبد ربه .. عن حبك ..
عن حبك .. سيدتي .. ما تاب ..🌹🌹🌹

مصطفى سليمان /المغرب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بقلم الشاعرة المغربية _عزيزة صبان_/رقصة جزر ومد\

  رقـــــــــــصة ... جــــــــــــزر و مـــــــــــد... أخشى جلوسا إليك... يا دواخلي...! فعادتك...نقض..ذات العهد... فكم أخللتِ ...بنودَ ......